الأطفال نسعى لتربية أبنائنا على الأخلاق الفاضلة الحسنة، فهم أغلى ما نملك في هذه الحياة، لذا تُؤرّقنا مشاكل العصر المتنوعة التي نمر فيها، ومن هذه المشاكل العناد، ويمكن تعريفه بأنّه اضطراب سلوكي ينتشر بين الأطفال في مرحلة معينة من الطفولة، وينتج عن تصادم رغبات الطفل وأوامر الكبار ونواهيهم، فلا يُنفّذ الطفل هذه الأوامر ويُصرّ على تصرفاته، وعندما نجبره على فِعل مُعيّن يظلّ محتفظاً بموقفه داخلياً.
العناد طبيعي في مراحل الطفولة المبكّرة لكنّه يصبح مشكلةً يصعب التعامل معها عندما يستمرّ ختى بعد سن الثامنة فيتحوّل إلى عنف وينقلب لِتَحدٍ مبالغ مع الكبار .
أسباب عناد الأطفال يمكن حصر بعض أسباب العناد لدى أطفالنا بما يلي:
- أوامرنا الصارمة لهم التي يمكن أن تكون عكس تفكيرهم ورغباتهم المتنوّعة في حياتهم اليومية، مثل إرغامهم على ارتداء معطف ثقيل على جسدهم الصغير، وتنتج عن ذلك إعاقة حركتهم وراحتهم، فيأتي ذلك معاكساً لتفكيرهم.
- رغبة الطفل في إثبات ذاته في مراحل نموّه المختلفة التي يمر بها؛ فهو بذلك يحاول الاستقرار واكتشاف نفسه وقدرته على التأثير.
- تدخّلنا المستمر في مواقف حياة الطفل المتنوعة وعدم المرونة في التعامل معهم؛ فالطفل يرفض الأسلوب الجاف المسيطر له.
- عدم إعطاء أبنائنا الحريّة في التعبيرعن الرأي والاستماع لهم، ونهرهم في أي نقاش.
يتّفق علماء النفس التربويون على أنّ العمر المحدد لعناد الطفل بين سن الثانية والخامسة، أمّا إذا تعدّى الطفل هذا العمر وصفة العناد ملازمة له من الممكن النظر لغضب الطفل، وحبّه للمشاجرة على أنها نوع من أنواع المعاناة النفسية للطفل ناتجةً من عدم التكيف الفعلي عنده.
علاج عناد الطفل من الأساليب التي ممكن أن نتّخذها في معالجة عناد الطفل التالي:
- التحدث معه وعدم إرغامه على فعل معين، ومحاولة إقناعه بأسلوب جميل ونقاش مرن.
- الصبر والاتكال على الله تعالى في هذه المرحلة؛ لأنها من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل.
- كشف المشكلة لأُناس مقرّبين من الطفل، ولمعلمته ولمن هم أصحاب ثِقة بنظر الطفل كي يساعدونا في حل المشكلة وإزالتها تماماً.
- العمل على تنمية تعزيز ثقته بنفسه أمام الآخرين، وذكر محاسنه، والاحتفاظ بسيّئاته ومحاولة علاجها، والاتكال عليه في أمور بنظره هي للكبار فقط .
- البعد عن العصبية والضرب قدر الإمكان؛ لأنّها تعمل على عناده بشكل أكبر، وتُنمّي لديه روح العصبية والعناد أكثر.
- عدم الخضوع لعناد الطفل والإصرار على رأينا وإرغامه به بالمعقول، مقابل رأيه، مع التوضيح المستمر بالأسلوب الحسن، وأن يستجيب لأوامر الوالدين ومن هم أكبر منه سناً من باب الاحترام والتربية السويّة.